الإسلاميـون الجـدد وفتـاوى الديمقراطيـة والتكفيـر2
د.نسيب حطيط
(الديمقراطية كفر ،والتماثيل حرام لأنها تشبه الأصنام ،والليبرالية كفر وتعني عدم لبس الحجاب، وروايات نجيب محفوظ تدعو للرذيلة والإلحاد)،هذا موقف السلفية التكفيرية على لسان المتحدث بإسمها في مصر المهندس عبد المنعم الشحات.
(العلوي عالتابوت والمسيحي عبيروت) (والرجال للسيف والنسوان للكيف) بعض شعارات الثورة السورية بقيادة السلفيين التكفيريين.
إن السلفيين التكفيريين يكفرون كل من يخالفهم الرأي ،من المذاهب السنية الأربعة والمسيحيين والشيعة والدروز والعلويين والصوفية والعلمانيين ،و الثورة السورية تقودها أكثر من جهة وتيار ومنهم:
- المعارضة الداخلية التي تطالب بالإصلاح و بالديمقراطية والتعدديةالسياسية ومحاربة الفساد و تعارض التدخل الخارجي في سوريا، وتؤيد بقاء سوريا في موقعها القومي المقاوم ، ودعم حركات المقاومة والقضية الفلسطينية.
- مجلس(أستانبول)المسمى المجلس الوطني بقيادة برهان غليون الذي يسيطر عليه الأخوان المسلمون، والذي يطالب بالتدخل العسكري الأجنبي ويتعهد بقطع العلاقات مع إيران وحزب الله وحماس والتفاوض مع إسرائيل وتغيير النظام والإنضمام لمنظومة الدول المتحالفة مع أميركا.
- التيار السلفي التكفيري الذي ولد من (رحم)القاعدة وجماعات التكفير والهجرة في مصر والجزائر والعراق ولبنان وغزة وليبيا وحركة(بوكوحرام)في نيجيريا والذي تكاثر عبر لقاح المجتمعات الإسلامية(بالأفغان العرب)وأجهزة المخابرات الأميركية والعربية والغربية.
وهو النسخة المنقحة من تنظيم(القاعدة)الذي كلف بالمهام الأمنية لتشويه الإسلام وزعزعة الإستقرار الداخلي للأمة عبر التفجيرات والإغتيالات لتبرير الغزو الأميركي للعراق وأفغانستان وغيرها،وقد تم تجميله بالمشاركة في الإنتخابات البرلمانية والحكومات لزعزعة والقوانين والدساتير وإعطاء المبرر للأقليات الدينية والقومية للمطالبة بالتقسيم و الحكم الذاتي أو الدويلات المستقلة على طريقة(جنوب السودان)(أقليم كردستان) في العراق والإقليم الشيعي والأقباط في مصر.
ومأساة هذا التيار أنه يوزع صكوك الغفران والتوبة وتكفير الآخرين عبر أشخاص يلقبون (المشايخ) بمجرد أن تطول لحيتهم ويخرجون على الفضائيات أو يصادرون مسجدا ، ويتعلقون بالهوامش ويتركون القضايا الأساسية كالإحتلال الإسرائيلي و الأميركي،و كل جرائمهم وعمليات القتل تطال المسلمين والمسيحيين من مواطنيهم وأخوتهم،ولم يبادروا لقتال العدو الإسرائيلي وأطلق مشايخهم شعارات(النصرة)للشعب السوري والليبي ، ولم يتحركوا لنصرة الفلسطينيين في محنتهم مع أنهم من نفس المذهب،و لم يناصروا المقاومة في لبنان لأنها من(الكفرة) وفق معتقداتهم والمنحرفة،وتحولت فتاويهم إلى أمور سخيفة بعيدة عن العقل والمنطق ومنها:
- عدم جواز الديمقراطية لأنها ضد الشرع الإسلامي.
- عدم جواز التصويت لليبرالي والعلماني والشيعي والعلوي والدرزي والمسلم الذي لا يصلي لأنهم كفرة!!
- تكفير من يحتكم للقوانين الوضعية!
- منع التظاهرات في دول الخليج ،ووجوبها في سوريا وليبيا وغيرها.
- هدم الأضرحة والمقابر لأنها شرك وكفر ! .
- لا يجوز محبة ومودة الجار المسيحي لأنه عدو الله(مجلة التوحيد مجلد-20ص2).
- لا يجوز مشاركة غير المسلمين في تشييع جنائزهم(وفق فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءالسعودية)(مجلة التوحيد-العدد10-ص62).
- عدم جواز مشاركة المرأة في أي فعل إنتخابي أو قيادة السيارة،إضافة إلى فتاوى غريبة منها:
(عدم جواز جلوس المرأة على الكرسي أو الأرائك فهذا حرام، لأن الجن يتزوجها،أو أن تجلس على الأنترنت منفردة بدون محرم(أب-أخ-زوج-إبن)وعدم إرتداء الثوب الأبيض ليلة زفافها لأنه حرام ،لأنها تتشبه بالنصارى وأن لا تنتمي لمذهب الأشعرية أو الصوفية.
أما بالنسبة للدروز والعلويين فإن السلفيين يعملون بفتوى الشيخ أبن تيمية ( هؤلاء الدروز والعلويين كفار بإتفاق المسلمين،لا يحل أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم،ولا تقبل منهم الجزية لأنهم مرتدون عن الإسلام وليسوا مسلمين ولا يهود ولا نصارى،وإن أظهروا الشهادتين فهم كفار).
ولذا اتهم الشيخ الخليلي في درعا النساء الدرزيات بالعاهرات ونشر الدعارة والزنى في حوران، فهنيئا للمتحالفين مع التيار التكفيري ،وعسى أن يبقوا ليروا تنفيذ فتاويهم بمن يخالفهم الرأي.؟